HaSheM نائب المدير العام
عدد المساهمات : 140 نقاط : 278 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/02/2010
| موضوع: أمريكا وشهوة الأحتلال في هايتيي الأربعاء فبراير 03, 2010 1:38 am | |
|
كتبه / علي صلاح عقلية الاحتلال والتسلط والاستغلال هي التي تدير النظام الأمريكي ليس فقط على صعيد السياسة ولكن على صعيد الحياة الاقتصادية والاجتماعية أيضا, وهي منطلقة من المبادئ الرأسمالية المتطرفة التي تجتاح المجتمع الأمريكي منذ سنوات طويلة والتي تعلي من شأن ما يعرف بالحلم الأمريكي والذي يتمثل في الوصول لأقصى حدود الرفاهية والتمتع بالحياة حتى ولو على حساب الشعوب الأخرى. لقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية الزلزال العنيف الذي ضرب جمهورية هايتي الفقيرة وأدى إلى قتل وجرح وتشريد ثلث سكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة, أبشع استغلال, حيث سيطرت على مطار الجزيرة لإنزال عشرة آلاف جندي في عملية احتلال غاشمة تحت لافتة براقة وهي "المساعدات الإنسانية".
اتهامات صريحة : لقد اتهمت فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية صراحة باحتلال هايتى التي تعد مستعمرة فرنسية، ودعا الوزير الفرنسى آلان جويانديت المسئول عن الإغاثة الإنسانية، الأمم المتحدة لتوضيح الدور الأمريكى، بعد وصول حشود عسكرية للبلاد. واعترف جويانديت بأنه كان متورطا فى شجار مع قائد القوات الأمريكية ببرج مراقبة المطار بشأن مسار رحلة فرنسية للإجلاء. وقال "لابد من مساعدة هايتى وليس احتلالها". كما اتهم الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، الولايات المتحدة باستغلال الزلزال الذي وقع في هايتي كذريعة لاحتلال البلد، وقال تشافيز: قرأت أن 3000 جندي بدأوا في الوصول، وهم مشاة بحرية مسلحون، كما لو كانوا متوجهين إلى حرب. لا يوجد نقص في الأسلحة هناك. ما يجب أن ترسله الولايات المتحدة هو الأطباء والأدوية والوقود والمستشفيات الميدانية. إنهم يحتلون هايتي بشكل سري. وأضاف: علاوة على ذلك، لا ترونهم في الشوارع. هل يجمعون الجثث، هل يبحثون عن الجرحى، إنكم لا ترونهم. لم أرهم فأين هم؟.
تجاهل للأوضاع الإنسانية المتردية: من جهتها أشارت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن مئات الأرواح كانت معرضة للخطر في هايتي بعد أن حاولت وحدات تحكم أمريكية للملاحة الجوية إبعاد طائرات تحمل إمدادات طبية حيوية, وانتقدت الأمم المتحدة إشغال الجيش الأمريكي لمطار هايتي ، معتبرة إنزال معدات وجنود في المطار معيقا لعمل وكالات الإغاثة الدولية التي تضطر للانتظار كي تسنح لها الفرصة لتسليم مواد الإغاثة لمنكوبي الزلزال. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الضابط اللوجيستي التابع للأمم المتحدة والمكلف بمهمة الإمداد والنقل جيري إيمانويل: إن معظم الرحلات التابعة للجيش الأمريكي تنقل جنودا ومعدات إلى هايتي. وأضاف: " الأولوية بالنسبة للجيش الأمريكي هي ضمان الأمن في هايتي ، فيما أولويتنا هي إطعام الناس وعلينا تدبر هذه الأولويات ".
الطعام بيد والتنصير باليد الأخرى: وكعادة الغرب في مثل هذه الحالات فهو يستغل حاجة السكان للطعام والشراب والمسكن لكي يقوموا بحملات تنصيرية. فالتنصير يعد الذراع الأخرى للاحتلال في كل مكان وضع عصاه الغليظة عليه؛لقد سارعت مؤسسات تنصيرية أمريكية إلى إرسال أناجيل إلكترونية لمنكوبي الزلزال بهايتي قبل حتى إرسال الطعام والشراب, وقالت جماعة "الإيمان يأتي عبر الأذن": إنها أرسلت أناجيل صوتية تعمل بالطاقة الشمسية، ويمكنها بث الإنجيل بلغة سكان هايتي لنحو 300 شخص في وقت واحد. وأضافت الجماعة: إن الأناجيل الإلكترونية تعمل بتقنية رقمية ومخصصة للفقراء والأميين، مؤكدة أن ستمائة جهاز في طريقها إلى تلك البلاد. وزعمت الجماعة أن هذه الخطوة جاءت "بهدف تقديم الإيمان والأمل والحب من خلال كلمة الله بالصوت". ...إنه استغلال سافر لحاجة الناس وهم في أضعف حالاتهم في حين لو حاولت مؤسسة إسلامية تقديم مساعدات إنسانية لاتهموها فورا بنشر "التطرف والإرهاب واستغلال الدين".
هل عاد زمن الاحتلال العسكري: منذ وقت ليس بالقصير ركن عدد من المحللين إلى أن الغرب كف عن استخدام الاحتلال العسكري لتحقيق مصالحه لما فيه من استفزاز سافر للشعوب لكن مسار الأحداث في السنوات الأخيرة يؤكد أن هذه الفكرة تراجعت فقد تم احتلال أفغانستان والعراق وهددت واشنطن بتدخل عسكري مباشر في اليمن ضد القاعدة كما هددت بتدخل مشابه في الصومال, ووضعت قواعد عسكرية أمريكية في عدة بلدان بمنطقة الشرق الأوسط لتبقى على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري في أي وقت وفي أي مكان, والسؤال الآن هل عاد زمن الاحتلال الغربي من جديد؟ وهل سنشاهد غزوات عسكرية لدول مثل بريطانيا وفرنسا للدفاع عن مصالحها في وجه القوة الأمريكية المتصاعدة؟ وكم سيكون نصيب العالم العربي والإسلامي من هذه الغزوات؟
| |
|